السلام عليكم..اولا جزاكم الله كل خير على ماتقدمونه من توجيهات وتعليمات وجعله الله بموازين حسناتكم.
حقيقة اكتب اليكم عسى اجد عندكم حلا او توجيها التجا اليه بعدما اختلطت كل الحلول علي ومن منطلق ان مشاعري في قمة الفوضى فارجو ان اجد لديكم اهتداء الى الموضوع الذي ارقني
الحكاية تبدأ هي في الصدمة التي تلقيتها من اغلى انسانة عندي..فصديقتي التي كنت اعتبرها اقرب شخص الي ونصف الروح التي تسري في جسدي..اكثر انسانة تفهمني ومخبا اسراري قد تغيرت علي..
الحقيقة ان صديقتي تكبرني ب9 سنوات ولكن لان علاقتنا بدأت انطلاقا من حب في الله خالص لوجهه تعالى.
فلم يكن للسن تأثير على ما كان بيننا من حب وود..في البداية كان تعارفنا عاديا ثم اكتشفت فيها الانسانة التي تحمل كل المبادئ والاهداف التي كنت ارى فيها نفسي اعجبت بشخصيتها القوية وتأثيرها حول من حولها وعلمها الغزير ..
ببساطة كانت الانسانة التي يحبها الجميع ويتخذ منها قدوة وحقيقة لم تقصر فقد كانت نعم الاخت النصوحة والحريصة على ان تسلك صاحباتها السبل التي تزيد في ارتقاءهن لمرضاة الله تعالى..
لكن ما الذي كنت دائما استغربه..هو كيف لانسانة مثلها ان تنجذب الي انا وتتخذ مني اعز صاحبة لها وانا التي لم اكن باي خلفية تاهلني لمصاحبته مثلها..
ولا اخفيكم انني كنت اكن لها كل الاعجاب من بعد فقط ولا اتجرا ان اكون صديقة لمثلها فقد كان الاحترام غالبا على شعوري نحوها لكن تفاجات عندما وجدت انها هي من تريد التقرب مني بل وفوق ذلك ان تتخذني اعز صاحباتها وتبوح لي باسرارها...
لكني عندما صارحتها بدهشتي اخبرتني ان الحب في الله يتجاوز كل هذه الحدود وانها كما تعلمني دروس الدين فانها تتعلم من اخلاقي وطيبتي ويساوي عندها كثيرا ان احدهم يكن لها الحب والمودة دون مصلحة منتظرة
ولا اخفيكم انني احسست ان تقربها مني كان دافعا له اكبر انها كانت انسانة عقلانية جدا وانا بالعكس كنت انسانة تميل الى المشاعر بقوة واميل الى ابداء الحنو والمحبة في تصرفاتي وكلامي...
ولا اخفيكم ايضا ان كلا منا استفادت من عقلية الاخرى ..فهذا خلق كنوع من التوازن لكلتينا..لكن حتى بعدما تعمقت علاقتنا بالاخرى فكان الاحترام دائما هو الطابع الذي اغلبه على تعاملي معها وخاصة انها تكبرني سنا...
المهم انني لم الق لهذا الامر بالا فقد كنت دائما ارد هذا الى الحب في الله تعالى ..
لكني ما حصل هو اننا تقربنا من بعضنا مقدار تقرب الاخت للاخت..كانت مثل نصف روحي في مكان ثان لا يمض يوم لا نسال فيه عن بعض او لا نتدارس فيه علوم من علوم الدين وهي طبعا معلمتي ..
نتبادل رسائل الاخوة والعتاب والاشتياق للاجتماع في الجنة...بل واصبحت اناديها ابنتي وتناديني امي رغم ان الادوار كانت متعاكسة تماما..احسست في تلك الفترة بقرب من الله تعالى لم يسبق لي ان وصلت اليه وتغيرت في اشياء كثيرة نحو الاحسن..
ورغم انها انسانة كتومة جدا الى انها اخبرتني عن بعض اسرارها وكانت دائما تسمع لما يضايقني وتساعدني ..
المهم بعد هذا كله واقسم اني لم اشك لحظة انها نعمة ربي لي بان منحني هذا الحب فيه وكنت كلما قرات عن احاديث الاخوة والحب في الله ادركت انني في نعمة كبيرة لن احصيه سبحانه ماحييت شكره عليها...
هذه الانسانة التي اصبحت كقطعة مني احسست انها اصبحت تبتعد عني شيئا فشيئا..في البداية كانت الظروف محفزة لذلك فقد بدات انا سنتي الدراسية الجديدة لكن بعد ذلك لاحظت ان ابتعادها لم يعد بسبب الظروف..فلم تعد تسأل عني كما كانت تفعل سابقا ولا تهتم بان هذا قد يأثر في..
وبعد مدة 3 شهور من تصرفها غير المنطقي..والتي خلالها حاولت طبعا بان اتقرب منها واعرف السبب وان اعيد المياه الى مجاريها وان اتفهم ان كانت تعاني من اي مشاكل في اسرتها او تغيرات في حياتها بعدما تضررت جدا من موقفها هذا ولا اخفيكم اني انسانة خجولة بطبعي
واحيانا ابالغ في الحياء لكني بعد3 اشهر صارحتها واخبرتها بما احسه من تغير منها وانه اثر كثيرا على نفسيتي واصابني بحالة من الاحباط العميق وكره لكل شيء..لكن رد فعلها انها اخبرتني انها صادفتها مشكلة في البيت وهي السبب في تصرفها هذا وانها متأسفة لانها قصرت في حق اخوتنا في الله وانها ستعوض عن تصرفها..
رغم انني لم اصدق كثيرا حجتها.. واخبرتها بذلك.. وانني انا كذلك ربما اعاني من مشاكل اسرية اكثر مما تعانيه هي وهي ادرى بذلك..لكن كل ذلك لم يهمني فانا شخصيا لا احب احراج غيري وكل ماهمني ان تعود الامور الى نصابها ونسيت اي الم كنت قد احسست به من تصرفها...
لكن للاسف سبب كتابتي لرسالتي هذه..وانا ارجوكم ان تتفضلو علي بتوجيه من سيادتكم..ان صديقتي والتي اعتبرها اختي قد عادت الى نفس الموقف رغم ان الموقف الماضي لم تمض عليه فترة طويلة فهي الان بنفس طريقة لا مبالاتها
واكثر مايغيظني في الامر انها تريدني ان اعتبر الامر شيئا عاديا كما تعتبره هي وان انسى اننا في يوم من الايام كنا بمثابة الروح التي لا تنفصل وان اواصل حياتي وكان شيئا لم يكن من دون ان اضايقها بتساؤلاتي عن سب موقفها هذا...
وان حاولت ان اعاتبها وان ابدي انزعاجي من موقفها تأخذ الامر على محمل غير جدي وتحاول ان تبدي لي ان الموضوع تافه وانني اضخمه ..وحاولت ان اتقرب اليها بشتى الوسائل واحسسها بمقدار تقصيرها معي ...
رغم انني لا اخفيكم انني احسست ان السبب هو انها في علاقتها بي كانت وكأنها تستكشفني وتستكشف من انا وطباعي والان وكأنها عرفتني جيدا و ملت مني واحست بان كل هذا القرب لم يعد له لزوم خاصة كما سبق وان ذكرت لكم انها لم تكن لتستفيد مني بشيء يذكر..
-انا طبعا لا اقصد الاستفادة المادية فعلاقتنا خارج الماديات تماما والحمدلله- ولكني اقصد من ناحية العلم بالخصوص والاستفادة الحياتية من التجارب..رغم اني قابلت حبها واعجابها لشخصي بحب اكبر وتقدير واحترام لشخصها وذاتها...
الان انا مصابة باحباط كبير...كيف للحب الذي لم اشك للحظة انه حب خالص لله تعالى.. لم ينبض باي مصلحة دنيوية..حب نقي مترفع عن كل مصالح الدنيا الفانية...
حب يقوينا على التقرب منه سبحانه ويصلح مابنا من عيوب ويذكرنا بالله ويعيننا على طاعته..كانت هي تعني لي هذه الامور ..ولا غيرها من امور الدنيا...لقد صدمت لماذا تهجرني صديقتي بعد كل هذا ؟؟؟..
هل يوجد في الدنيا كلها سبب جدير بان يخرب علاقة اخوية مثل هذه؟؟؟
انا من الناس الذين يؤمنون بان العتاب الخفيف له دوره في اصلاح العلاقات والحوار خير بديل للخلافات..لكني لن اخفي عنكم مقدار الجرح الذي خلفته في بموقفها ومقدار الاحباط الذي تركته في نفسي بعد ان حاولت ان اعاتبها طبعا...
الان احاول جاهدة ان استعيد علاقتي بربي لكني في حالة احباط شديد وكره لكل شيء فلقد فقدت اكثر شيء كان يقربني من ربي...
حتى انني لم اعد اشعر باي حب تجاه الناس وكل الناس الذين اعرفهم حتى وان حاولوا ابداء مشاعر الحب والاخوة في الله فاني لم اعد قادرة على مبادلتهم نفس المشاعر وكل ما اصبح يدور في راسي هي هذه النهاية التي لم اكن اتوقعها..
لا اخفيكم ان معزتها تدنت جدا في داخلي وان امرها لم يعد يهمني مثل ذي قبل...ولست على استعداد لانزل بكرامتي اكثر مما فعلته..فانا لم اكتب لكم هنا الا بعد ان حاولت معها بشتى الوسائل مستجدية اياها ان تعترف وتقر بجميل ماكان بيننا
وان هناك دائما فرصة لاصلاح كل شيء..لكنها تستتفه الامر خاصة انني والحمدلله من الاشخاص الذين ينسون المواقف السيئة بسرعة ولا يتحاملون على اخطاء الاصدقاء
أرجو ان اجد عندكم توجيها يخرجني من الحالة التي أنا فيها فانا لم اعد اثق باي احد حتى لو كان حاملا لشعارات الحب والمودة في الله اسفة على الاطالة فانا لم اعرف كيف اسرد بايجاز ..وجزاكم ربي كل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أختي الفاضلة:
أشكر لكِ ثقتكِ بموقعنا، وأسأل الله -عز وجل- أن نكون عند حسن ظنكِ بنا، كما أسأله –سبحانه- أن يقدر لكِ الخير حيث كان ثم يرضيكِ به، وأن يلهمكِ السداد إنه سميع مجيب الدعاء.
ليس هناك غاليتي أجمل وأروع من الصداقة إذا كانت مبنية على المحبة في الله والأخوة الصادقة.
وتأكدي -حفظك الله- ما دامت صداقتكما مبنية على هذا الأساس فلن يغيرها شيء -بإذن الله تعالى- أما إذا كانت صداقة مبنية على المصالح فهي تنتهي بسرعة وهذا أمر استبعدته تمامًا فلماذا القلق غاليتي؟ هوني عليكِ..
أعلم أنها غالية عليكِ ولكن لا تجعلي تفكيرك مركز عليها أشغلي تفكيرك بأمور أخرى.
التمسي لها العذر وأحسني الظن بها أخيتي فأنتِ لا تعلمين عن ظروفها في المنزل، ومهما كانت الصداقة تكون هناك أمور لا يستطيع الإنسان قولها لصديق.
اسألي عنها واطمئني على صحتها وأحوالها بين وقت وآخر، وليس بالضروري أن يكون بشكل يومي فإذا رأت حرصكِ على صداقتها ستحرص هي أيضًا بالسؤال عنك.
أخيرًا أتمنى أن تطمئنينا عن أخبارك، وثقي أن كلنا آذان صاغية، فلا تترددي في طلب الاستشارة كما اسأل الله أن يوفقكِ إلى ما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب الدعاء.
الكاتب: أ. شيخة صالح الليلي
المصدر: موقع المستشار